نقلاً عن مجلة اليمامة العدد 868 – 13 ذي الحجة 1405هـ
الرياض – الدكتور / سعد عبد الله الصويان
يؤكد نسابو بني رشيد أن نسبهم يعود إلى قبيلة عبس الغطفانية يقول شاعرهم عايض الأبيتر مخاطباً معشوقته :
أنتم عتيبه وحن من عبس
قومٍ على الشهب خياله
والشيخ المحقق حمد الجاسر ممن يرون هذا الرأي أيضاً ، وستدل على ذلك في أن بعض أفخاذ قبيلة بني رشيد لا تزال تحتفظ بأسمائها العبسية القديمة بالإضافة إلى أن القبيلة ما زالت تقيم في نفس المنطقة التي كانت تقطنها قبيلة عبس في الأزمنة الغابرة ، وتقع معظم هجر بني رشيد وقراهم على الطريق المؤدية من حائل إلى المدينة . وأقرب القبائل لهم قبيلة شمر شرقاً وعنزه شمالاً ومطير وحرب غرباً وجنوباً .
ووسم بني رشيد هو الكفة ، يقول في ذلك أحد شعراء بلي من قصيدة طويلة يصف غزوة بني رشيد عليهم :
جانا العقيد اللي من أبله نحرنا
اللي يحطون الأشده بالاكوار
اللي ربيع قلوبهو شوف أثرنا
وسامة الكفة عسى مالهم دار
ومن المؤسف أن المصادر التي تتحدث عن هذه القبيلة قليلة جداً ومن المؤلفات الحديثة التي تورد بعض القصص والقصائد المعلقة بقبيلة بني رشيد ديوان الشاعر نجا مفلح بنيان الرشيدي عنوانه : ذكريات الماضي ( مكتبة أم القرى – الكويت 1984) وكذلك ديوان للشاعر حباب السندي الرشيدي وعنوانه (ديوان الأحفاد لذكر الأجداد) (مطابع الخط ، الكويت 1985) وديوان للشاعر بجاد بن لهاب الجش المطيري ، وعنوانه ديوان الأمثال (الكويت 1983) .
ولقد قمت بزيارة ميدانية لهذه القبيلة وتجولت في ديارهم في صيف عام 1404هـ وأقمت بينهم عدة أيام حظيت خلالها منهم بكل حفاوة وتكريم . وأثناء زيارتي لهم قابلت عدداً من أمرائهم ومشايخهم وكبار السن فيهم وقد غمرني الجميع بكرمهم ورعايتهم وأمدوني بكل مالديهم من معلومات عن أنساب القبيلة وتاريخها في الماضي والحاضر وما يعرفونه عن فرسانها وحروبها مع القبائل الأخرى وما قيل في ذلك من القصائد وكذلكرسوم الإبل والموارد والمواقع الجغرافية وسوف أظل مديناً لهم جميعاً بالشكر والعرفان :
وشيخ ماشيخ بني رشيد في الزمن السابق هو قاسم بن براك وهو الذي ذكره الشاعر الفارس جهز بن فارع بن شرار أمير ميمون من بني عبد الله من مطير في قصيدة قالها في معركة جرت بينه وبين محمد الذويبي من حرب ومطلعها :
عملينا اللي نسهجه بالغزية
ياعنك ما والله نويناه بالشين
وقد أسر في هذه المعركة قاسم بن براك وخلف بن ناحل أمير الأحامدة من حرب ويقول في ذلك جهز بن شرار :
لا خلو زبون الجالس العدميله
قاسم عقيد أقطاع بدو منيسين
وخلف ربيع الضيف والأهليه
عيد القوايا اللي على الزاد شفقين
وقتل قاسم في معركة شريفة التي وقعت بين قبيلة بني رشيد بقيادة قاسم وبين قبيلة عنزه بقيادة فرحان الأيدا شيخ ولد علي ، وفي هذه المعركة وقع فرحان الأيداء أسيراً في يد فرسان بني رشيد إلا ثامر بن سعيده الفارس والشاعر الذي ينتمي إلى فخذ الجلادان من قبيلة بني رشيد من عليه وأعتقه من الأسر كما يصف ذلك شاعر بني رشيد عتقا بن داموك .
ونلاحظ أن الشاعر في قصيدته لا يذم فرحان الأيدا بل ينعته بأحسن الأوصاف والقصيدة طويلة منها :
جانا معشي الضيف بالجمع زافات
وأخوات بقشه منحزين الحريب
شاوحونا تقل مقهور خلفات
وردوا عليهم منغصين الشريب
بني رشيد من الظفر جوك ردات
الكل يقدع مثل حر قضيب
ولا لي حسايف غير عود لنا مات
وثارية عنده مثل قرط الخشيب
حتى أنت يا فرحان برأسك طرحناك
عقناك وانته فوق زين الهليب
من سعيده عتقك والله انجاك
عيا عليك الله ودمك مريب
ما بنوي للموت مثلك وشرواك
باللي بلوذات المساعر تطيب
للقول والأبديراتك ما وصلناك
نحط مع هبر العداوي عصيب
وأبناء قاسم خمسة هم سويد وفديغم وغلاب وماجد ودليم والأخير آلت إليه الشيخة بعد مقتل أبيه ، وهو لا يقل شهرة عن أبيه , وحينما مرض دليم بن براك قال فيه حامد بن عجوين قصيدة منها :
الله يا جياب صبح باثر ليل
ياخالق الدنيا وعالم عددها
تلك تفك اللي عن العدل والميل
كم سربة عنا يجي في تصدها
يا شيخنا اللي وأن ركب زينة الذيل
تفرح به اللي هربت عن ولدها
عليم إلى سمعهم حساسه هل الخيل
كل مع البيدا تردي جهدها
حمراء ما تركض جهد دوب بالحيل
فقوا المتلي بس تردع بيدها
يا غدي ضو الدخن كنه الليل
ما ينقي حوض المنايا يردها
وحينما توفى دليم رثاه حامد بن عجوين بقصيدة منها :
يا حافرين القبر في حد لابه
فجوا عنه بنايافات الصلافيح
ياليت صافي الموت خلي شبابه
وأخذ عنه بعض الشيوخ السراسيح
دليم وأن صارت علينا حرابه
ياما نطحهم بالعيال الذوابيح
أميرنا كل القبايل تهابه
خازوق بعيون السباع المشاويح
خيال وضح يرتعن الدعابه
إن روحن مثل المزون المدابيح
إلى صك نابه والبويضا اعتزي به
عليه من بعض الأسدة ملاميح
وليا قضب خطر الطريح وعدى به
يصبح على مجدالهن سافي الريح
وابناء دليم خمسة هم عبد الله وعبد المحسن وعلوش وناصر ومطني .. وقد آلت الشيخة إلى مطني بعد وفاة أبيه دليم وهو لا يزال على قيد الحياة ويسكن قرية النبوان .
ومن أشهر فرسان بني رشيد صنيتان بن شميلان الملقب (لوفان) لكثرة مغازيه ، وقال الشاعر عبيد بن معدي يصف إحدى غزوات لوفان البعيدة ويذكر أن أحد رفاق الغزو المدعو ابن رويضة هلك حصانه فرمي (طش) بالمنجل (المناشير) الذي كان يستخدمه لقطع الحشائش لحصانه .
الشيخ تل معسكرات المسامير
عقب ثمان عدود طير عسامه
وابن رويضة طش زبن المناشير
أره بوادي العرج خلى حصانه
وقال ابن سويرح يرثي صنيتان بعد مقتله :
يالطير بشر نازل الحو يرتاح
ينزل بقطعانه بروس المنادي
هل الغثمه وأهل نفي وأوضاح
ليا فج وأم فجيج وأم المعادي
لا والله إلا تو ماهجننا ارتاح
بريت خفافه عقب ماهي بياد
وكان مناكد مرتبطاً بحلف مع صنيتان بين معيتق من عنزه فلما علم مناكد بمقبل صنيتان ندم ندماً شديداً ورثاه بقصيدة منها :
قولة لحد ما ترد شي ليا فات
ولا ينفع المفلوج عوج الطلابه
أليا واحليفي عندكم بالدغيرات
ياللي تطشون العشا للذيابه
واحليفي يوم نطرى الحلافات
اللي بجاله ما يزعزع جثاثه
ومن فرسان بني رشيد خضير بن رفادان وهو أخور خضران بن رفادان أحد فرعي عشيرة المهيمزات . وقد مات خضير وعمره لا يتجاوز الثلاثين عاماص ورثاه عايش المهيمزي بقصيدة منها :
عوص النضا غربن بخضير
في حبل الادراك طش
منه تصيح بوقت عصير
تبي الهبايب يجيبه
أما خذي البل من أرض مطير
وياما أرسل السير للقتال
يكنه اليوم خلج الضير
ويبكنه الل يعرفنه
وعلى ذكر هديبان الجحيش يقال أن أحد الأشخاص نهبت ذلوله فقال قصيدة ينخى فيها بعض فرسان بني رشيد وستنجدهم لاسترداد ذلوله ومن الذين ذكرهم هديبان الجحيش وحنيان الضعيف (أمير الشعيب من المشاعلة) ومرزوق المشوش المهيمزي ابن عم الشيخ هديبان الجحيش وسعيد الذكري الحربي ومنها قوله :
واسابقي تنخى الضعيف حنيان
لو المردف مثل طي القليب
وإلا على ذيب الغداري هديبان
حواف لين أن الثريا تغيب
وإلا فمرزوق المشوش علي لان
اللي يوردهن ديار الحريب
وإلا سعيد شوق مياح الأردان
ياما قطع من جل ذود عريب
ومن فرسان بني رشيد المرموقين نما بن عايض بن عتقا من فخذ الزبون وسعود بن شليان وثامر بن سعيده من الجلادان وخنيفر بن قعبوب وقد قتل هؤلاء جميعاً في معركة جرت بين الإخوان السعوديين وقبيلة بلي فقال أحد الشعراء يرثيهم :
الهجن خلن نما وسعود
وثامر قعد يجعز الونه
طش خنيفر وهن جهود
وأموات الأخوان للجنه
اللي قعد يومه الماعود
واللي على الهجن جابنه
ونما بن عايض ابن بديع وهو الذي قال فيه أحد الشعراء :
ابن بديع يوم الاثنين مدي
يتلنه الحزب كبار الشنادي
عز الله أنه للركايب مودي
يدلهن معدي بعيد المعادي
ويقال أن رجلاً تزوج ودفع المهر إلى والد زوجته ذلولاً كانت عنده فقال متأسفاً على ذلوله ومعرضاً بوالد زوجته الذي كان اسمه عبيد :
لا واذلولي خذاها عبيد
كوبان ما يلحقه كاره
يزهي ذلولي مثل مرعيد
وإلا ابن ضعيه على أذكاره
ومرعيد المذكور في القصيدة هو مرعيد بن رمال الشمري أما ابن ضعيه فهو سالم بن ثويني بن حمود بن عايد من الجلادان من بني رشيد
|