مقدمه الدكتور ابراهيم محمد العواجي لديوان للجراح ريش وللرياح وكر

لان عمره الشعري لايتجاوز الاثنى عشر عامآ ومع ذلك فهو شاعر مبدع بحق اخترت أن اقدم لديوانه الاول لعلي بذلك أستجدي مايستحق من اهتمام من عشاق الشعر الابداعي المتفتق في الزوايا المغموره من مساحات الشعر في زمن تكاد فيه الابواب موصدة في وجه المبدعين ممن لايحملون بطاقه الدخول لنادي الكلمه الذي تقاسم مفاتيحه وحق التوقيع على بطاقه الدخول اليه أنواه مختلفه من الشلل أحاديه التفكير والانتماء
كثيرون هم الذين يكتبون شعرآ واكثر منهم من ينشرون شعرآ ولكن القليل من هؤلاء من يستطيع أن يصر من خلال كل قصيدة انه يسكن الابداع أو ان الابداع يسكنه ومن هؤلاء
(( حمد حميد الرشيدي )) ومن يكاد أن يشك في جديه ما أقول فعليه أن يقرأ قصائد هذا الديوان:
للجراح ريش وللرياح وكر .....غمرتني الدهشه عندما قرأت احد بواكير قصائده
(حمى الليل) وهي اول قصيده تفعيليه كتبها أو هكذا يبدو لي
ويأتي الليل محمومآ
وئيد الخطو
يغشى حينا الشرقي
بأجنحة غرابيه
........
يذوب الصمت في دوامه الهذيان... الخ.
هذه الارجوزه التي ترسم لوحه الوانها من جسد حينا الشرقي، تنفث من داخل الاحلام والبراكين رعشات تموت وتولد من خلالها الحمى الجليدية ....
ولنقرأ (تضاريس الوجه الراحل)،و (صعلكه)وعشرات القصائد التي تتسابق في احراج وعي بماهيه الشاعر
اذا ان كاتبها يتكيء على تجربه شعريه وانسانيه وثقافيه كبيره جديره بأن تحظى باحتفاليه نقديه تناسب روعتها
علميني من معجزات الغواني** كيف تحيي أنفاسهن الذبيحا
كيف يغدو صحيحهن سقيما** حين يغدو سقيمهن صحيحا
هذه مقاطع من قصيده عموديه بعنوان (طين حواء) يحلق فيها
ضمن تكوين لغويجميل وصور بيانيه عذبه يحاول ان يدفن قلمه
في أعماق طين المرأة الماسي وهو يقتسم معها متعه الابحار في عالم أحاسيسها المعقدة
شاعر يكتب اللون التقليدي واللون الحديث وكانه متخصص
في كل منهما جدير بأن يقرأ، وان يمنح شعره مساحه
في جغرافيا النقد.....
ومعكم أيها القراء سوف انتظر اليوم الذي سوف نستذكر فيه
ان ديوان للجراح ريش وللرياح وكر كان اعلانآ عن مولد شاعر
اصيل يقبض بكل نواجذ الكلمه على مقومات القصيده العربيه
وينطلق بها الى عالم التجديد
التجديد الذي يؤكد قدرتها على مواكبه التطورات في عالم
متغير دون ان يفقد مقومات هويتها
اتمنى له التوفيق
د. ابراهيم بن محمد العواجي
20\9\1409هــ