حوار عاصف لمجلة انهــار

أجرى الحوار : فيحان الصواغ
الإعلامي الأكثر حضورا ً في الساحة الشعبية ( نايف الرشيدي ) في أول حوار له مع مجلة أنهآر الأدبية باعتباره أحد أهم الأسماء الخليجية في الساحة الشعبية حيث أنه صاحب رأي كبير جدا ً في المجال الصحفي في الساحة .
حاورناه في لقاء أشبه بالقلب المفتوح لكل سؤال .. متدفق بروح الصدق .. مميز في ردوده التي فاجأنا بها على كثير مما طرحناه من تساؤلات ..
له الفضل الكبير في نجومية الكثير من شعراء الخليج وهي كلمة حق لابد وأن تقال في أنهآر ... له الفضل الكبير في تطوير آلية العمل في الساحة الشعبية حيث أنه يدير تحرير أكبر وأشهر منبر إعلامي في الخليج العربي وهي ( مجلة المختلف ) ..
إلتقيناه في أنهآر ليكون الحوار هدية كبيرة لجمهورنا الكبير نقدمها مع بداية هذا العدد ...
قال :
- هذا ما قدمته المختلف وهذا ما قدمه شاعر المليون .. وجميل جدا ً أن تقارن مجلة بـ ( دولة كاملة ) ..
- أحيل هذا السؤال للأستاذ محمد خلف المزروعي بصفته وشخصه مع التحية والتقدير .. !!
- أقول للأخ علي المسعودي ( تمون يا بو رزان فيما قلت ) .. !!
- علي المسعودي جاء للمختلف وهي في أوج تألقها .. وسياستها قبل دخول المسعودي وبعد خروجه لم تتغير.
- هذا هو سر علاقتي واهتمامي بالشاعر محمد جارالله السهلي ...
- أرقام التوزيع تقول بأن المختلف زادت توزيعها بما يقارب الـ 10 آلاف نسخة شهريا .. فكيف تقول لي بأنها بدأت بالأفول ؟؟
- المختلف لا تهتم إلا بالشاعرية والشاعر المميز .. وهذه سياستها في المختلف ليعرفها الجميع .. !
الحوار كاملا ً :
- نايف الرشيدي .. كلمة نبدأ بها الحوار في أنهآر ؟
لي منكم أنهآر الحفاوة ولكم مني محيطات البوح ... والحب ..
- سنوات من العمل في مجلة المختلف وصلت إلى أكثر من 17 عاما ً من الشعر والصحافة الشعبية .. ماذا تعني لك ؟
تعني مرحلة مهمة في تاريخ الصحافة الشعبية .. تعني لي الذكرى الجميلة .. والتعب اللذيذ .. تعني لي حياة مزدحمة بالضوء والشغب والفوضى المرتبة ..
- ألا ترى أن تواجدك في المختلف فقط لا يمنحك الخبرة الكافية من الاحتكاك بالآخرين والتجارب الأخرى في المجال الصحفي ؟
مجلة المختلف تعتبر أكاديمية تخرج منها الكثيرين , كما أنني على دراية كبيرة بالعمل الصحفي في الجرائد والصحف اليومية والعمل المرئي . والمخلتف بيتي الذي أمارس فيه حريتي كيفما أشاء ومنحتني الصلاحيات المطلقة لكل شيء . فلماذا أذهب إلى مكان آخر وأقيد حريتي في قفص الرتابة .
- يتهمك الكثير من الشعراء في فترة وجودك كمحرر لملف نوض والذي يعتبر أشهر ملف شعبي في الخليج بأنك ضد الشعراء أنفسهم إلا من تكون لك علاقة معه , وعليه تحرم الكثير من النشر في المختلف ,, ما تعليقك ؟
لست ضد أحدا ً بعينه , ولم أحاول يوما ً أن أحجب الضوء عن موهبة حقيقية كما أنني لست دكتاتوريا ً حتى أحجم الآخرين . ولكن أقول للشعراء الذين يدعون ذلك ( هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين ) ..
- ما هي الأسس التي يعتمدها نايف الرشيدي لقبول الشعراء ونشر قصائدهم في المختلف , هل هناك قوانين للنشر أم أن المادة تفرض نفسها ؟ خصوصا وأن هناك مواد تنشر في المختلف يراها الكثير من المتابعين لا ترتقي بالمستوى المطلوب ,, فهل تحدثنا عن سياسة النشر في المختلف ؟
دعك من الإتهامات التي ترمى إلينا جزافا ً .. نحن نهتم بالشعر .. الشعر .. الشعر .. ومن يمتلك شاعرية فذّة .. وحضورا ً إنسانيا ً تأكد أننا أول من يحتضن موهبته , ونبادر بالإتصال به . فالقصيدة الجميلة هي واسطة كل شاعر .
- ما الفرق بين نايف الرشيدي محرر ملف نوض ونايف الرشيدي مدير تحرير المختلف ؟
نايف الرشيدي محرر نوض هو نايف مدير التحرير في المختلف .
- بعد خروج علي المسعودي بدأت الفرصة الكبيرة لنايف الرشيدي للظهور كمدير تحرير .. كيف يرى نايف هذه الفرصة والتي قال عنها البعض أنها حلم نايف الرشيدي في مجلة المختلف ؟
عن أي فرصة تتحدث يا فيحان , لم يكن المنصب هاجسا ً بالنسبة لي . وأنا قبل أن أكون مديرا ً للتحرير وكما أسلفت في إجابة سابقة . كانت لدي الصلاحيات الكبيرة في مجلة المختلف . وما المنصب من وجهة نظري إلا وجاهة . فالصحفي الجيد هو الذي يكبر به المنصب ولا يكبر بالمنصب . ولم يكن وجود علي المسعودي عائقا ً أمام صلاحياتي وأفكاري وجهدي ..

- في حوار أجريناه مع الإعلامي علي المسعودي قال فيه أنه نقل المختلف من مجلة تعتمد على الفزعات إلى مجلة أو مؤسسة تعتمد على النظريات الإدارية . كيف ترى هذا الكلام بما أنك أحد الأوائل الذين عملوا في المختلف ؟
أقول أن ( أبو رزان يمون فيما قاله ) . ولكن أنا أرى أن علي المسعودي جاء للمختلف وهي في أوج تألقها وبعد سبع سنوات من صدورها . فالملفات في المجلة موجودة قبل مجيئ المسعودي .كما أن سياسة المختلف قبل دخول المسعودي وبعد خروجه لم تتغير.
- لكن ما ردك على قوله في نفس الحوار بأن المدير الناجح هو من يترك المؤسسة من بعده ناحجة .. ألا ترى أن هناك اجحاف بحقك ؟
أبو رزان ذكي في هذه التمريرة . أرى أنه أراد من خلالها الإيحاء للجمهور بأن نجاح نايف الرشيدي كمدير تحرير للمختلف هو مستمد من نجاح ٍ سابق حققه المسعودي للمختلف . ولكن انا أضفت للمجلة الشئ الكثير سواء كان أثناء وجود المسعودي او بعد خروجه, ولا أريد التوسع في الحديث عما قدمته للمختلف .
- نايف لو تحدثنا عن شعراء المختلف .. ما سر علاقتك بالشاعر المبدع محمد جارالله السهلي بكل صراحة ؟
ولماذا ذكرت محمد على وجه التحديد !؟
- لأننا نرى تكرار محمد جارالله السهلي في خمس أعداد متتالية في مجلة المختلف .. فما سر هذا الإهتمام الكبير الذي نرى أنه إحراق شاعر ؟
أولا سأتحدث لك عن العلاقة الإنسانية مع محمد جارالله السهلي , محمد من أنبل الأصدقاء الذين منحني الله صداقتهم . هو صديق صادق صدوق صريح يهدي لي سلبياتي قبل ايجابياتي وأحبه في الله كثيرا ً وأعلم كم من الحب يفيض به قلبه تجاهي كما أنني أعتبره من الرجال النادرين في هذا الزمان . أما على الصعيد الشعري فهو شاعر مبدع وخطير جدا ً , ومطلبا ً جماهيريا ً وأعتبره مادة دسمة , ففي كل عدد يفاجئنا بقصيدة أو قضية أو حدث يختلف عن سابقه وهذا هو السر الذي يبحث عنه ..
- وماذا عن شعراء المختلف الباقين ؟
ما بهم ؟
- ألا ينطبق عليهم كل ما قلت عن السهلي ؟
ينطبق على بعضهم بالتأكيد ولكن سؤالك كان عن محمد جارالله السهلي بصفة شخصية ..
- طيب نايف أحتاج منك الصراحة التامة , سأتحدث عن برنامج شاعر المليون , فهو في فترة الأربع أشهر استطاع البرانامج تسليط الضوء ومنح الجماهيرية والنجومية لأكثر من عشرين شاعرا ً وهو رقم قياسي . في حين أن المختلف منحت نفس هذا الرقم في فترة 17 عاما ً , ما تعليقك ؟
جميل جدا ً أن تقارن مجلة بدولة , وأعني أن المختلف مؤسسة خاصة مملوكة لشخص واحد في حين أن برنامجا ً كشاعر المليون تقف وراءه دولة كاملة وبإمكانيات هائلة وهذا يعني أن تطبيق نظرية النسبة والتناسب تقول بأننا الأفضل . وأضيف كذلك أن الـ 20 شاعرا ً يخفت بريقهم بعد إنتهاء البرنامج ويلجأون إلى النشر في المختلف , أما شعراء المختلف فهم مستمرون منذ سنوات طويلة ونضمن لهم الإستمرار لسنوات قادمة .
- طيب جميل جدا أن تكون بهذه الصراحة , لكن ما سبب تجاهل شاعر المليون لتكريم مجلة المختلف في النسخة الأولى مع العلم بأن هناك من تم تكريمهم وهم لم يكتبوا حرفا ً واحدا ً في البرنامج , في حين أن المختلف قامت بدعم البرنامج في النسخة وإهدائهم ليلة من ليالي هلا فبراير في العام الماضي لترويج شعراءهم ؟
أحيل هذا السؤال للأستاذ محمد خلف المزروعي بصفته وشخصه مع التحية والتقدير ..
- دعني أعود معك للحديث عن مجلة المختلف , ألا ترى كونك مدير تحرير للمجلة أنها تأثرت كثيرا ً بإطلاقكم قناة المختلف الفضائية ؟
بالعكس , أرى أنها زادت من نجاحات المجلة بدعمها لشعراء المختلف كما أن إعلانات المجلة في الفضائية ساهمت كثيرا ً في زيادة التوزيع ..
- ولكن هناك من يقول بأن كل مجلات الشعر فقدت الكثير من أرقام أو نسب التوزيع بعد ظهور القنوات الفضائية فكيف تفسر ذلك ؟
إذا كان هناك مجلات فقدت بريقها أو انخفضت مبيعاتها فهذا شأنها . ولكن المختلف لم تتأثر بل قمنا بزيادة عدد النسخ بواقع 10 آلاف نسخة شهريا ً وبإمكانك اللجوء إلى الشركات الموزعة للمجلة في الخليج للتأكد من ذلك .. ألا ترى أن المختلف هي حديث الشارع سواء كان سلبا ً أو إيجابا ً وهذا دليلا على نجاح المطبوعة وشهرتها .. فالمختلف ( يسهر الخلق جراها ويختصموا ) كما قال العم المتنبي ..
- لو تحدثنا عن فضاء الإنترنت بما أننا نجري هذا الحوار الإلكتروني كيف يرى نايف الرشيدي عالم الإنترنت في خدمة الشعر والأدب ؟
الإنترنت قناة إعلامية مهمة شأنها شأن المطبوعات والفضائيات وهو مساحة جميلة وفضاء رحب للشعراء , كما أنه مادة خصبة للجميع .
- هل استفادت المطبوعات الشعبية من الإنترنت ؟
المواقع الشعبية الكبرى هي من تستفيد منها المطبوعات خصوصا في المجال الإعلاني . كما أنها مرتعا ً خصبا ً للشعراء غير المعروفين الذين يمكن تأهيلهم للنجومية من خلال المبطوعات ..
- لو تطرقنا للحديث الذاتي , نايف الرشيدي صحفي إمتاز بلغة صحفية خاصة لا يشبهك أحد خصوصا ً في إدارتك للحوارات ووضع المانشيتات .. ما سر هذه اللغة ؟
الخبرة يا صديقي منحتني آفاقا ً وأبعادا ً أخرى للعمل الصحفي .. هذا بالإضافة إلى تراكم الثقافات والمعرفة ..
- هناك عشق بينك وبين ملف نوض الشعبي حتى أنك كسرت القاعدة والعرف الشعبي لاستلامك لمهام إعداد ملف نوض وإدارة تحرير مجلة المختلف في آن واحد,, ما سر هذا العشق ؟
علاقتي بملف نوض بدأت منذ أكثر من 16 عاما ً .. وهذا ما خلق بيني وبين هذا الملف حبا ًَ سرمديا ً وحميمية لا سقف يحدها . فملف نوض يعني لي الكثير . بدأت معه وكبر بي , لذلك هل تريدني أن أتخلّى عن أبني حين أصبح شابا ً يافعا ً .. لا , بل سأرافقه في دروب الحياة كبيرا ً مثلما رافقته صغيرا ً .

- ما سر اللون البنفسجي عند نايف الرشيدي .. خصوصا وأن زاويتك في المختلف تحمل إسم ( دروب البنفسج ) واللون البنفسجي ؟
لون البنفسج لون الحياة , لون الحب , لون من لا لون له , هذا اللون يثيرني كثيرا ً ويربكني كثيرا ً , كنت وما أزال أحبه بكل ما أوتيت من عاطفة . وزاوية دروب البنفسج هي مدينتي التي تشرق عليها شمس مشاعري مطلع كل قلب - كل شهر - .. أحاول من خلالها نثر ياسمين أحاسيسي التي تتقد في قلبي وتشعل دروبي ..
كلمة أخيرة .. ؟
لكم أنهآركم ولي أنهآري .. شكرا فيحان على هذه الأنهآر التي أنبتت كل الحقول الجميلة في عالم ٍ تنقصه الحقول ..
إنتهى ... تم النقل منــ http:\\www.anhaar.com