عدد الضغطات  : 2133
 
 عدد الضغطات  : 8394  
 عدد الضغطات  : 8406  
 عدد الضغطات  : 6134
 
 عدد الضغطات  : 2017  
 عدد الضغطات  : 2514  
 عدد الضغطات  : 3057


العودة   مــوقــــع ومنتـديات بني رشــــيد > •!¦[ المنتديات الأدبية ]¦!• > .·• (منتدى الأدب والخواطـر) •·.· > قسم الخواطر المنقوله

قسم الخواطر المنقوله خاص للخواطر المنقوله

رد
 
أدوات الموضوع طرق مشاهدة الموضوع
01-29-2014 [ 03:21 PM ]
  المشاركة رقم : 1
 الملف الشخصي
ضـــيــف
 

My SmS & MMS
الحالة
نورة سماحة غير متواجد حالياً


منثورات قلبية جميلة



ليالي الغياب



طويلة ليالي الغياب
عارية كذكريات الصبا
تأتيني بالأرق
تتلو أفكاري على إيقاعها
في ليالي الغياب
ألامس خطوط وجهي المتعب
أتناسى جنون الهواجس الأنثوية
أفكر في شكل بوذا وآراء ابن خلدون
أعبر كل المفردات إلى
ظل اسمي ومعنى حزني
أهبط، أتمزق كطائرة ورقية
تبوح بالألوان وطفولة الأغاني الليلكية
أبحث في علاقة الشهداء بالسجائر
أصلح هشيم ضلوعي
أتخيل حضرة أبي، وجه أمي
وأقرر نسب القصيدة
أرتب صيغة الموت النهائي
أتفرغ لفراغي وأسأل:
أين وجودي!
وأين حصتي من الحب وكعك العيد
يتعطل جهاز النطق عن عمله
فينضج عمر الكتابة
تعوضني السماء بالوحي والمطر عن الضجر
في ليالي الغياب...
أتذكر طعم الشجار المدرسي
أرضع دموعي المالحة
أخلع نظاراتي الطبية
أرطب حلقي بماء البئر
يأخذني النعاس إلى إغماضه أخيرة
أرى في الحلم رجلا يعانقني
فيصير قلبي سوسنه للحب
ويوجعني أن الليل يتركني
أن الضوء يوقظني
و أبكي ....
قاسية ليالي الغياب
غريبة الطبع والمزاج
تعطيني الحب
وتلبسني قناع النسيان


من مواضيع : نورة سماحة






أهلا وسهلا بك في مــوقــــع ومنتـديات بني رشــــيد
للتسجيل في المنتدى إضغط هنا
رد مع اقتباس
01-29-2014 [ 03:23 PM ]
  المشاركة رقم : 2
 الملف الشخصي
ضـــيــف
 

My SmS & MMS
الحالة
نورة سماحة غير متواجد حالياً




غداً يستيقظُ النهار



يمرّ البرد بين أناملي وخلف الظلال

تمضي عيونكَ من عيوني ..

وتذهبُ إلى الكَفْر بعد المساء

يهرسني الوجع المسماريّ ..وفسفور خائب بعد الأذان
يا صاحبي ..يا رضيع الشتاء
ارضع الرصاص ووجه أمك بين الدمار
ارفع صوت الذبيحة ونباح القنابل
وغطيني واعتذرْ للجدار عن أشلائي
فعمري في الطريق..وسأعود وخطوط يدي
عندما ينام الصباح
اهدأ يا بحر وثّق خطى المدافع وعويل الرمال
يا صاحبي ..يا جرح الأمومة
اجمع دفء العراء وعد
إلى جفون أمك قبل الركام
واحمل صوت البارود في حقائب الطفولة
وامسح آثار دموعكَ من دموعي
لا تسألوا الطفولة أين انتهت ..!!
بل اسألوني عن طعم القنابل ووجهي المغبّر
وعمر غزة هذا الشتاء
عندما يجيء الليل
لا تسألوني عن لونه
بل اسألوني عن أنين الزنابق ..وجرحي
واسألوا الآه عني
نم يا رضيع المقابر
على أشلاء اخوتك
واشرب الحساء من دمي
واقطف ورود الغربة
فغداً تستقيل الطفولة منا
غداً يستيقظ النهار
غداً يستيقظ النهار


عبير بني نمرة


من مواضيع : نورة سماحة






أهلا وسهلا بك في مــوقــــع ومنتـديات بني رشــــيد
للتسجيل في المنتدى إضغط هنا
رد مع اقتباس
01-29-2014 [ 03:33 PM ]
  المشاركة رقم : 3
 الملف الشخصي
ضـــيــف
 

My SmS & MMS
الحالة
نورة سماحة غير متواجد حالياً




صرخة اليأس

ووجدتـُني المشنوقَ دوني

قبري السنابلُ

شاهدي حجرٌ رمتـْه يدُ الحصيدْ

كفني التراب ُ

وليس تربا ً ناعما ً

فالصخرُ والصّوان بعضُ الأهل ِ

والجرحُ الرعيدْ

حزني يَمُجُّ الحزنَ

يطرق بابَ أوجاعي القديم ِ

يفجّرُ الآتي البعيدْ

شفتي ارْتمتْ ما بينَ بيني والنّدى

وتساقطت حَيْرى هناكَ

مراسمُ التعميد للدفن العتيدْ

عُرسٌ من العبَرَات ِ

أقسم أنهُ الجيل الجديدْ

حشدٌ كثيفُ الصوت ِ

أوله أنا

وخِتامه قلبي

وبينهما بلادٌ

يحسبُ الظمآن طينَتَها لظىْ

ويحسبها جهنمَ

موطِنَ الخذلانِ للحشد الحشيدْ


لاشيءَ فيَّ أنا يُشابهني هنا

موتي تناثر هاربا من سطوتي

وصدايَ غادرَ واديَ النّجوى الكئيبة ِ

واحتقاناتُ المطرْ،

كانت تُجمّدُ همسة الورد الجميل ِ

فلا يفارقْها البكاء ولا يغادرها الصَّممْ

قرْعُ النّواح على الجراح ِ

وصرخة ٌ أخرى

والنجمُ يذبـُلُ في السماءْ

والبرقُ_ برقُ الظنَِ _

يخطفني،

ويلقيني ببيد ٍ عاريا ْ

صحراءُ يشبهُها الظلامُ ولا يشابهها سواهْ

خوفٌ طبيعيٌّ يـُداهم مُهْجة التكوينِ في ذات السكون ْ

بعضي يراهُ نهاية الدنيا

والبعض يَصمت ُ .. لا تثور َ عواطفي

يخـْشونني أصحو

وصحويَ _ ما دروْا _

هو لن يغيّرَ حالتي

قـَلبُوا على بابِ الخيال حِجارتي

قـَتلوا فمي

وأدوا الحُروف قبيْلَ زلزلتي التي

ستهدّنِي وتهد أمسي أو غدي

رصَفوا عـِظامي جِسْرهمْ

جعلوا دمي حبرا ً لهم

ويِخطَّني طفلٌ على الجدران عصفورا ً

كسيرَ الشوق ِ والجنحان ِ

مشنوقا ً على غصن من الريحان ِ

تبكيني حكاياتي ..

ودنا الرحيلُ إليّ مني

واشتدّ خطوي

وسنابل القبر الصغيرة ترتمي حولي

وتبكي

أوليسَ عشْتَ ببطن لحدي

قلّي أتهرب للمات وأنت تدري

أنْ سوف تُحرق في لظايَ

وسوف تغلي!

وحشاشتي ارتعدتْ

وخرّ الصمت يسجد للصراخ ِ

ولم أعد أدري

هل سوف أُذبحُ يا ترى

أم سوف أَذبحُ صرخة اليأس ِ اللعين ِ

قبيل دفني .. ؟!


معاذ طلعت حسن


من مواضيع : نورة سماحة






أهلا وسهلا بك في مــوقــــع ومنتـديات بني رشــــيد
للتسجيل في المنتدى إضغط هنا
رد مع اقتباس
01-29-2014 [ 04:07 PM ]
  المشاركة رقم : 4
 الملف الشخصي
ضـــيــف
 

My SmS & MMS
الحالة
نورة سماحة غير متواجد حالياً




حَيْفا

ولاء صلاحات
كلية تكنولوجيا المعلومات

بَيني وَحَيْفا سَبْع سَنْابِل
صُراخٌ مِنْ أَهلِ الكَهفِ يُساجِل
هَديرُ النورِ الصْافِي
مِلحُ الأرضِ الشْافِي
أَصرخُ حَيْفَا يُجِبُيني الصَدى
أَكْتُبُ وَأَشطب
أََعْدوَ خَلفَ الَبحرِ بِلا ساحِل
هَلْ رَأَيْتُم فَتاةً مِن وَطَني تٌدْعى حَيْفا
سَمراء وَكُحلٌ أَسْوَد
عَيْناها قِداسُ المَعبّد
خَداها رُمانٌ بَلْ أَشْهَى
عَسلٌ بَلْ أنْقى
الصُبْحُ النًدِي
الُأُفُقُ البَنَفسَجِي
الشْالُ ألعَسْجَدِي
هَلْ مِنْكم من يَعرفُ حَيْفا؟
حَيْفا تَثْقٌبُ ذَاكِرَتِي وَتَطِير
تُوْلَدِ مِنْ رَحْمِ أُمْي وَتَكبرَ لِتَصير
حَيْفا وَالبَخْر اسْمٌ يَرْسُمَنْي
عُمرٌ يُشْبِهُنِي
حَيْفا وَطَنْي
حَيْفا عُمْرِي
حَيْفا اسْمٌ يَرْنُو فِي قَلْبِي
لِيَحُطَ عَلى الجَليل
حَيْفا ذَكرٌ وَأُنْثى
روحٌ لا تُنْسى
تًرَتِبَ الحُروفَ في كَراسَتِي
حَيْفا نِبِوءَة تُتلَى
لا تَحْويِها السَاحاتُ وَلا الطٌرُقَات

لا تَجِدَها فِي المَقَاهِي وَالمَكْتَبات
لأجلك سأسير في درب الموتى
أَهْزًز مِن أًغْصْان هَذَيانِي
أَسيرِ وَمُهْجَتي
وَأحلامِ أَبْي وَأمْي وَجِيرانْي
دَرْبُ حَيْفا لَيْسَ تِيْها
حَيْفا تُحيينا
مِنْ هُناكَ تَأتي حَيْفا
مِن لا زَمان
من لا مَكْان
حَيْفا أَرْضُ الشَتات
مَطْاراتُ الحِرمان
وطُرُقْاتُ القَتْلى
أَكْالِيل العُرس
حَيْفا الَوطْن
حًزْناً طَويِلٌ
لا يَنْتَهي
يَقْيمُ على عَرشِ الزَمانْ
أُغْنِيةً الَنْشيد
مِلحُ الأرضُ
يَمشيَ مِن فَوقَ الجَحِيْم
حَيْفا فِيها عُمري من غَْيرِ وَعْدْ
وَالكُلُ سَيَفْنى!
أًفًتِشُ فِيهَا عَن وجهِي
عَن كُلِيْ
عَن النَدَىْ
عَن تَراتِيل الَعصَافِير فِي صَحوةِ فَجرْال
مِعطَفْ يَقيِنيَ مِن البَرد
حَيْفا هنُا وَهٌناك
فِي طَريقِ الآلامِ تَمِشي
تَرقُصُ على تُراتْيلِ الِريْح
حَيْفا عَلى شُباكِ العُيونِ تًحوم


من مواضيع : نورة سماحة






أهلا وسهلا بك في مــوقــــع ومنتـديات بني رشــــيد
للتسجيل في المنتدى إضغط هنا
رد مع اقتباس
01-29-2014 [ 04:09 PM ]
  المشاركة رقم : 5
 الملف الشخصي
ضـــيــف
 

My SmS & MMS
الحالة
نورة سماحة غير متواجد حالياً




نسمة الربيع المؤلمة


عندما تهديك الدنيا الحزن فإن من الصعب أن تجد الفرح ليحل محل ذاك الأسى، فالدنيا هي سر القدر، فتارة تكون جميلة بفرحها وتارة تكون كريمة بحزنها، والقوي هو من يرسم الابتسامة رغم الدموع التي تسيل على خديه، ولكنه يندر ما يستطيع، كيف ذلك؟ والأحزان تسير مع أحلامه خطوة بخطوة، كأنها ماضيه السعيد وحاضره الأليم ومستقبله المجهول.

فها هي الدنيا تضع قيس بإختيار صعب، فهو شاب يبلغ من العمر عشرين عاماً، له شعر ذهبي يشعر بدفء الشمس، وعينان زرقاوان يوحيان بصفاء السماء، قد أحب فتاة فقيرة تدعى سلام، لها شعر شديد السواد كظلمة الليل وعيناها اللتان يتخلل سواد البؤبؤ بياضهما، كان والداه الغنيان لم يريدا له أن تتم فرحته بالزواج بها، لأنهما أرادا أن يزوجاه بابنة عمه التي لم يحبها ولن يحبها لأن قلبه مقرون بتلك الفتاة، لذلك خيراه بين الزواج بابنة عمه والبقاء معهما بغناهما، وبين الرحيل بعيداً مع تلك الفتاة لكنه لم يتردد ولو للحظة، وقرر أن يبدأ حياة جديدة مع حبيبته بعيداً عن أبويه، فمضى معها إلى المجهول تاركاً وراء ظهره أحلامه التي كانت تستحوذ على عقله منذ الصغر.

فقد تزوج قيس بسلام، ورحلا بعيداً عن قريتهما وبدأت حياة المشقة التي تصورها قيس، بدا كأنه يفكر كيف ستكون هذه الحياة! أسيكون لنا فيها نصيب من السعادة! أم أن الألم سيخيم عليها! انطلقا وهو يفكر في ذلك، وسارا لعدة أيام لا مأوى لهما سوى الأرض ولا حامية لهما من غدر الطبيعة سوى الأشجار، وفي مساء يوم استلقيا تحت شجرة ليناما، فلفت نظرهما منظر البدر الجميل، ونوره الذي يتحدى ظلمة الليل ليرسل طريق الهدى لهما، وبينما هما ينظران إلى ذاك المنظر الخلاب، سمع قيس صوت خافت يأتي صداه مع الرياح، فبقي مترقب لذاك الصوت حتى رأى نوراً صغيراً يخرج من بين الأشجار، لم يعرف ما يفعل! لكنه نظر إلى سلام وطلب منها أن تختبئ خلف الشجرة، وكان الضوء يسير من الصوت حتى وصل له، نظر قيس من خلال عينيه نظرة ثاقبة نحو حامل المصباح فرأى شيخاً ملامحه غير واضحة من ظلمة الليل، يمتطي فرساً وبجانبه شاب يمتطي فرساً آخر، اقتربا ببطئ منه وفي كل خطوة يخطوانها نحوه يفكر، أسوف تنتهي حياتي هنا! ضحيت كثيراً من أجلها والآن أموت، كان الشيخ قد وقف أمام قيس وابتسم، قال له بصوت خافت: ماذا تفعل هنا وحدك! جاوبه قيس والكلمات تخرج من شفتيه رغماً عنه: أنا تائه في هذه الدنيا، فرد عليه الشيخ قائلاً: ما رأيك أن تأتي معنا إلى قريتنا، فربما يصيبك مكروه وحدك، قال قيس: أنا لست وحيداً، فمعي زوجتي، فقال الشيخ: إذن أحضرها وتعال معنا، فذهب قيس خلف الشجرة وأتى بسلام وطلب الشيخ من الشاب أن يركب معه وركب قيس وسلام على فرس وانطلقا من جديد لكن مع ذاك الشيخ.

كانت ليلة طويلة على قيس، فسلام نامت بهدوء وهو يكلم الشيخ ويقص عليه قصته، ومع بزوغ الفجر وصلوا القرية فقال الشيخ: لا بد لك أن تعمل إذا أردت أن تعيش هنا، استغرب قيس! أعيش! أتسمح لي بالعيش في القرية؟ ضحك الشيخ وقال: ولما لا، هذا بيت لي وأرض أهبها لك فاعمل بها.

أحس قيس أن الحياة ابتسمت له من جديد، وبدأ يعمل بالأرض مع سلام والسعادة تغمره، يزرع الأرض ويحصدها، وفي الليل يصطحب سلام بجولة في الحقول حول القرية وينظران إلى القمر الذي كان سبب فرحهما من جديد، فقد مضت سنة على عمله وسكنه في هذه القرية وسلام تزف لزوجها خبراً سعيد، أنها حامل لكنها لم تخبره وتنتظر حتى يخرج بها إلى القمر لتخبره بذلك. وفي الليل، جلسا كلاهما يتأملان القمر ومن السكون خرج صوت سلام: قيس، أنا حامل، قيس: حامل! بانت البسمة على وجهه المتعب، نعم، أنت حامل، وبدأ يظهر في مخيلته أحلامه التي ماتت منذ سنة كأنها تحيا مع هذا الطفل.

وجاء الربيع وسلام تنتظر مولودها بعد اربعة أشهر، وقيس يتلهف ليرى طفله يكبر بين يديه، لذلك خرج باكراً للعمل، ليضمن أن يعيش هذا الطفل بقوة وحنان. وعند الظهيرة أعدت سلام الغداء وذهبت به إلى الحقل حيث كان قيس يعمل، وهي بالطريق كانت أفعى سامة تتربص لها وتتبعها بهدوء، وفي لحظة واحدة لدغت الأفعى سلام، كانت لدغة مؤلمة لسلام، فجلست تنظر ما أصابها؟ لكنها لم تر تلك الأفعى وأغشي عليها، وفي تلك الآونة كان قيس يعمل بجد، نظر إلى السماء فرأى الشمس في وسطها، تنشر دفئها بحنان، فاستغرب أن سلام لم تأت بعد، فقرر أن يذهب هو للمنزل ليرى ما أصابها، فمشى في خطى بطيئة، لكن توارده الشك بأنه حصل لسلام مكروه فاسرع في سيره حتى أنه رأى شخصاً ممداً على الأرض، أسرع وهو يأمل أن لا يكون ذاك الشخص هو سلام، فأسرع وأسرع لكنه فوجئ حين رأى سلام مغشياً عليها، لم يدر ماذا يفعل؟ فحملها مسرعاً وذهب بها إلى ذاك الشيخ فقد كان حكيماً، وحضنها مسرعاً لكنه أحس أن بيت ذلك الشيخ يبتعد عنه، حتى وصله، استأذن بالدخول بسرعة وقال أرجوك يا أبت، ساعدها، فوضعها الشيخ على الفراش، وهدأه وقال: لا تخف، بدأ الشيخ بالنظر إلى عينيها، لكن لا حياة فيها، ُذهل الشيخ وقال: للأسف، لقد ماتت، خرجت منه الكلمات ثقيلة بطيئة، نظر قيس إلى سلام وقال: لا، لا يمكن، وتقدم إليها والدموع تسيل على خديه من الحزن، حتى وصل إليها، وقال: سلام، لا تموتي، أرجوك لم تنتهي حياتنا هنا، لا بد أن يأتي طفلنا ونسعد، لكنه لم يسمع سوى صدى صوته.

ومرت الأيام، وقيس يحبس نفسه داخل بيته، كأنه يلوم نفسه على موتها، لم يأكل ولم يشرب منذ أيام، وفجأة طرق الباب، فتح الباب فإذا به الشيخ يحمل في يديه الطعام والشراب وقال: لا يمكنك أن تعيش دون طعام، يجب أن تأكل، لكن قيس لم يجب حتى بكلمة، عاد إلى كرسيه بصمت وعادت الدموع إلى وجهه الحزين، ترك الشيخ الطعام وخرج، فسمع بكاء قيس يعلو ويعلو، لم يدر ماذا يفعل! فقد كان يعيش من أجل سلام وطفله، لكنهما ماتا معاً وتركاه وحيداً يعاني ألم الفراق وظلمة الوحدة، وبعد أسبوعين من موت سلام، قرر قيس أن يخرج إلى الحقل، خرج مع بزوغ الفجر، قبل شروق الشمس، سار نحو حقله، يسمع لحناً تعزفه العصافير من تغريدها، حتى وصل الحقل، نظر إليه وبدأ بالبكاء بصمت لا يمكن سماع نفسه، لكنه سمع صوت تهاوي، التفت إليها، فرأى قطرات الندى تهوي بنفسها من أعلى النبتة، كأنها تريد الموت على أن تعيش، فجاءته فكرة الموت وقال: ليس هذا عالمي الذي أبحث عنه، إني غريب، وأشعر بغربتي في كل دقيقة، لم أعد استطيع التنفس بسهولة، إني غريب، غريب يا صاحبي، أجدر بي أن أموت بسرعة من أن أموت ببطء وأدفن حياتي في أحشاء الطبيعة، وعاد الى بيته والموت يسيطر على افكاره وبات وهو يحلم بذاك الموت.

وفي اليوم التالي، قرر أن يعزف لحن موته على الحان نسمات الربيع، فخرج نحو مجهول، حتى وصل جبلا شاهقاً نظر إليه وقال: فكرت قبل الانتحار بالحياة الدنيا، فرأيتها غير صافية وخيل إلي أني أتبين من ورائها حياة أصفى، رأيت الأحياء لم يولدوا للحياة، بل ساروا في سبيلها إلى الموت، فاستراحوا هناك، ورأيت الموت أحفظ لزواره من الحياة الدنيا، وأبر بهم فلهذا سهل علي الانتحار.

وصعد إلى قمة الجبل، فقرر أن يهوي بنفسه من أعلى هذا الجبل، ليعود إلى سلام الاسم الذي عنى له الاطمئنان والحنان، فرأى أنه يجلس على القمة وأن الأفق مليءَ بالشواظ الأحمر، سكون، وفجأة تهب نسمة تحمل في طياتها لحن موته، يحاول أن يمسك بشيء فلا يجد، فيقذف بنفسه من أعلى القمة ويسقط حيث لا يعود يجد جسده، لا يجد سوى ذكرياته مع سلام

منجد محمد


من مواضيع : نورة سماحة






أهلا وسهلا بك في مــوقــــع ومنتـديات بني رشــــيد
للتسجيل في المنتدى إضغط هنا
رد مع اقتباس
رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
طرق مشاهدة الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع إلى


الساعة الآن: 11:56 AM


Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd AL-SHRA3
جميع الحقوق محفوظة لموقع و منتديات بني رشيد

a.d - i.s.s.w