نايف الرشيدي.. رجل البنفسج.. وجرينتش الساحة الشعبية

يرتبط اسم هذا الرجل بالبنفسج ودروبه، كيف لا وهو الذي ظل يكتب عموده «دروب البنفسج» على مر اكثر من ثمانية عشر عاماً في مجلة المختلف، تتصدر صورته الصغيرة اولى صفحات ملف الشعر الشعبي الاكثر شهرة «نوض» وتنسل احاديثه من نحتها حاملة معاني الشوق والفراق والألم.
سألته مرة لماذا لا تكتب عن الفرح والسعادة والأمل، ألم تتعب طوال تلك السنين من الحديث حول الشوق والفراق؟ فقال لي بأنه لايتعمد الكتابة في تلك المواضيع، ولكن ما ان يحمل قلمه لكتابة العمود حتى تكتب الكلمات نفسها معبرة عن مشاعر لايستطيع لمسها فيبعدها!.
نايف الرشيدي لمن يعرفه اولا يعرفه، رجل شرقي بسيط.. يحمل بين ثنايا روحه تعقيدات الشرق الغربية، فهو: متحرر في افكاره، بعيد في نظره وفي كفة أخرى هو بدوي محافظ، ملتزم بتعاليم دينه يخاف ارتكاب الخطأ بحق الاخرين.
وصفه الشاعر محمد جارالله السهلي مرة فقال بإنه صاحب الفضل بعد الله سبحانه وتعالى في اظهار موهبته والعديد من الشعراء الشباب، فهو من صنع منهم نجوماً يتصدرون اخبار الشعر في كل مكان، ناهيك عن تعمق السهلي في وصفه فقال «نايف رجل رائع جداً، ليس شاباً طائشاً بل رجلاً ناضجاً لو كان أي شخص في منصبه وحظي بشهرته بين اوساط الشعراء لكان مغروراً متعالياً، ولكن نايف على عكس ذلك تماماً فهو متواضع خلوق لايتوانى عن مساعدة الناس ومد يد العون اليهم»، صمت السهلي برهة ثم اضاف «هل تعلمين كم هو نقي قلب نايف؟ فعندما يتعرض هو والمختلف للتجريح والاساءة من قبل الآخرين فإنه يصمت ولا يرد برغم اتاحة المنابر الاعلامية له ليس ذلك وحسب، بل ان نايف ينسى كل تلك الاساءات ما ان يبتسم له الاخرون ويتحدثون معه».
يطلق على نايف بأنه صديق النجوم، ولربما وجدت له انا تسمية اخرى وهي صانع النجوم، فهو يصنع الشعراء النجوم ويشكل منها مدارات تزين كونية الساحة الشعبية وقد أسهب الرشيد في الحديث فنصحني قائلاً «عندما تودين العمل في الصحافة يجب ان تنسي كونك شاعرة، لا تخلطي الامور فتخسرين، الشاعر يجب نشر نتاجه الشعري والحديث مع الاعلام، والصحافي يجب ان ينشر نتاج الاخرين ويحدثهم، وهذان الشخصان لا يجتمعان في وقت واحد، يجب ان تفصليهما في كل مرة».
نايف الرشيدي باختصار هو خط جرينتش الساحة الشعبية، وفقاً لأوقاته تسير اوقات الشعراء في كل انحاء الخليج، مهما صدرت من مطبوعات ومهما انشئت من قنوات يبقى المختلف نايف الرشيدي مختلفاً في كل شيء.

بقلم / أمل مرزوق