مــوقــــع ومنتـديات بني رشــــيد

مــوقــــع ومنتـديات بني رشــــيد (http://www.bny-rasheed.com/vb/index.php)
-   منتديات أزاهير الفصحى (http://www.bny-rasheed.com/vb/forumdisplay.php?f=62)
-   -   التصوير البلاغي والفني في الاحاديث النبوية (http://www.bny-rasheed.com/vb/showthread.php?t=13425)

المغرم اليائس 11-29-2008 02:55 PM

التصوير البلاغي والفني في الاحاديث النبوية
 




الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على خير المرسلين
و على آله و أصحابه الطيبين الطاهرين , أما بعد :

سيكون موضوعنا لهذا اليوم
النافذة التي سأطل من خلالها على أحاديث المصطفى -صلى الله عليه و سلم-
من جهةٍ بلاغية بيانيه نوعا ما
ففي كل مرة سأطل - قدر المستطاع-
بحديث نبوي شريف مبيناً ما فيه من البلاغة و الفصاحة
التي امتلكها رسولنا الكريم
معتمداً في ذلك على كتاب

( التصوير الفني في الحديث النبوي )
للدكتور محمد الصباغ

فالله أسأل أن يعينني على ذلك و ييسره لي
و أن يجعله خالصاً لوجهه الكريم و لخدمة هذا الدين القويم ,,,
كما يسعدني و يشرفني اسهامكم و مشاركتكم في هذا الموضوع ...



محمد الذيابي


المغرم اليائس 11-29-2008 03:00 PM




عن أبي موسى -رضي الله عنه- قال :
قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال :
(( إن الله عزّ و جلّ لا ينام و لا ينبغي له أن ينام
, يخفض القسط و يرفعه , يُرفع له عمل الليل بالنهار و عمل النهار بالليل
, حجابه النور , لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه
)).



فقد جاء هذا الحديث في وصف الله تعالى ,
الذي لا يستطيع أن يدرك كنهه أحد (( ليس كمثله شيء

)) و لا يضاهيه أحد (( يدرك الأبصار و لا تدركه الأبصار )) .
فنحن إذاً أمام نص عظيم يورد للخالق صفات خاصة
لا تتوافر في أحد من مخلوقاته , فهو - عزّ و جلّ -
لا ينام و لا ينبغي له أن ينام لأن النوم دليل على الضعف و التعب
, فما ينبغي له أن ينام و هو الإله الواحد القهار .
ثم يبحر بنا المصطفى عليه الصلاة و السلام في بحر من البيان
و ذلك فيما يسميه علاما البلاغة بالمجاز المرسل

و علاقته الآليه و ذلك في قوله : ( يخفض القسط )

فالقسط هو الميزان , و لكن المراد به هنا العدل ,
و لا شك أنه بالميزان يقع العدل
, فالميزان إذاً آله يتحقق العدل بواسطتها ,
و هنا تتجلى لنا صورة رائعة هي :
أنه هناك ميزان لا نعلم حقيقته لأنه من عالم الغيب
, و هذا الميزان توزن فيه أعمال العباد
فيقع العدل و لا تظلم نفسٌ شيئا و لو كان مثقال ذرة .
و يمضي الحديث ليقرر لنا أن أعمال الناس تبلغ إلى الله فورا ,
و لكن هذا المعنى عُرض لنا بصورة رائعة
و هي صورة الرفع : ( يُرفع له عمل الليل بالنهار و عمل النهار بالليل ) فالحياة ليست عبثاً و ما خُلق الناس هملاً ,

فما يعملونه يصل إلى الله فوراً و لا يخفى عليه شيء مما يعملون .
ثم يستمر المصطفى صلى الله عليه و آله
في عرض هذا الحديث بصورة شيقة , إذ يقول

( و حجابه النور , لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه ) ,

و المفروض أن الحجاب يكون ظلاماً كثيفاً لا يبين ما وراءه ,
لكن أن يكون هذا الحجاب نوراً فهو أمر غريب في التصوير ,
و هذا النور يشبه أن يكون ناراً فهو يحرق من يقترب منه
لذا كان حجاباً مانعاً لا تستطيع المخلوقات بتركيبها الدنيوي
احتمال التعرض لرؤيته سبحانه و تعالى ,
فلو كشف حجاب النور لأحرقت المخلوقاتِ سبحاتُ وجهه تعالى .
سُبحات وجهه : بضم السين أي جلالته و عظمته .
لقد استطاع هذا الحديث رغم كلماته المحدودة
أن يعبر عن موضوع في غاية الدقة يتعلق بذات الله سبحانه و تعالى ,
و أن يستخدم الصور الحسية بأسلوب رائع
يحقق الغرض الديني على أكمل وجه .

احســاس شاعر 11-29-2008 04:45 PM

جمال اللغة والبلاغة
في احاديث الرسول عليه السلام
سنتابع معك هذا الموضوع الجميل

شكرا

بقايــا إنســان 11-29-2008 04:50 PM

صور بلاغية سامية
ومعاني لفظية راقية

مغرمنا

شكرا لمساحة الجمال

الفهد 11-29-2008 05:00 PM

اللهم أصلي وأســلم عليكـ يارسول الله ياأفضــل الخـــلق
محمد الذيابي :
اشكركـ على تركـ هذهـ المساحه لنا لنتداركـ أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم اللذي أوتي جوامع الكلم لنستفيد منها في حياتنا وكذلكـ نستفيدمنها لغويا ونطور ثقافتنا سيكون لي موعد مع هذه الصفحه

هتاف قلب الرشيدي 11-30-2008 06:39 AM

المغرم العاطر

السنة تلي القرآن الكريم في بلاغتها وفصاحتها ... وقال عليه الصلاة والسلام :

( أوتيت جوامع الكلم ) فحريا بنا أن نحتفي بالسنة تطبيقا عمليا في واقع الحياة


وتذوقا أدبيا وبلاغيا ....... لأنهما المصدران الاساسيان ( الكتاب والسنة) في

في التشريع والمتعة الفنية والأدبية وبهما يتحق أستقامة اللسان ,و البراعة

في التعبيرعن البيان ....... لذا تكمن الخطورة في التعامل اللفظي التفسيري

لبيانهما والوقوف على مواطن الجمال فيهما يحتاج إلى الرجوع إلى كتب موثقة

من أصحاب المنهج الصحيح فلا يؤخذ من أي كتاب إلا بعد التثبت حتى لا يحدث

تأويل في معانيهما ..... والكتاب المذكور أنفا لا حذر عليه ولكن أخشى من أن يأخذ

بعض الأخوة والأخوات من الكتب التي فيها تأويل فيحرف المراد ونقع لا سمح الله

في تحذيره عليه الصلاة والسلام ... من كذب عليه كذبة فليتبوأ مقعده من النار ..

أعاذنا الله وإياكم من هذا ........ احببت التنبيه لوسمح لي أستاذي الفاضل المغرم .

كم أبهرني هذا الطرح الرائع والمأخوذ من مصدر سليم ولله الحمد فإنه دلالة على

حرصك ....... نفع الله بك ورفع قدرك.......... وجمعنا وإياك والمسلمين مع نبينا وحبيبنا عليه

أفضل الصلاة وأزكى التسليم ........ في أعالي الجنان ..... آمين .

المغرم اليائس 11-30-2008 10:27 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة احســاس شاعر (المشاركة 153476)
جمال اللغة والبلاغة
في احاديث الرسول عليه السلام
سنتابع معك هذا الموضوع الجميل

شكرا



يسعدني متابعتك ومرورك

شكرا لك

المغرم اليائس 12-01-2008 05:21 PM

بقايا انسان

الفهد

هتاف قلب الرشيدي


شكراً من عمق ذاتي على هذا التشريف وهذه المتابعة

المغرم اليائس 12-01-2008 05:22 PM

عن أنس قال : قال رسول الله :
(( لله أشد فرحاً بتوبة عبده حين يتوب إليه من أحدكم كان على راحلته بأرض فلاة فانفلتت منه و عليها طعامه و شرابه , فأيس منها , فأتى شجرةً فاضطجع في ظلها و قد أيس من راحلته , فبينما هو كذلك إذ هو بها قائمة عنده , فأخذ بخطامها ثم قال : اللهم أنت عبدي و أنا ربك .
أخطأ من شدة الفرح . ))

هذه الصورة من الصور الرائعة التي تقرر رحمة الله بعباده و حبه لهم بل و فرحه الشديد عند توبتهم , فلك أن تتأمل أخي هذه القصة , و تتخيل نفسك صاحبها :
هذا رجل يمشي في الصحراء , فأدركه التعب و هدّ خطاه المسير و كاد يقتله الظمأ , فقعد تحت ظل شجرة يستريح , ثم تفاجأ بفقد راحلته و كل ما عليها من متاع , فماذا تراه يفعل في هذه الصحراء بلا زاد و لا متاع , فلم يجد بداً من الجلوس تحت هذه الشجرة منتظراً لحظة الهلاك , ثم يفاجأ مرة أخرى عندما يرفع رأسه و يجد راحلته أمامه و عليها زاده و متاعه , فهبّ مسرعاً ليأخذ بخطامها و أراد أن يشكر ربه بعد أن وهبه الحياة مرة أخرى , فقال : اللهم أنت عبدي و أنا ربك , أخطأ من شدة الفرح -ولو قالها متيقناً لزجت به في النار- و لكنه قالها خاطئاً غير متعمد , فالله تعالى يفرح بهذه التوبة فما بالك بأجر عمل يفرح المولى عزّ و جلّ .
أراد الحبيب أن ينقل هذا المشهد لأصحابه , فمن بلاغته اختار هذه القصة فهي تلامس أفئدتهم فهم أهل بادية و خيل و جمال فكان حريٌ بهذه الصورة أن ترسخ في عقول أصحابه لأنها لامست واقعهم .
فكان لهذه القصة منزلة كبيرة من التأثير في نفوس العرب أبناء البادية , لأنها حدثتهم عن أمر غيبي- و هو فرح الله تعالى- بأسلوب هم أكثر الناس إدراكاً له لأنهم يعيشون في هذه الأوساط و ربما تعرضت لهم مثل هذه المواقف .

EmOtIoNs 12-05-2008 02:34 AM

مساحه روحانيه رائعه لتدارس اصول الكلم ومنبعه ومعناه والتذكير والتفهيم بمضمونه والهدف الذي يصبوا اليه ...,
جزيت خيرا على ماسطرت فهي بمثابة زكاة لما تعلمت وعلى الجميع ان يصبوا ويخطوا خُطاك فكل امرئ مسؤول يوم القيامه عن خمس ومن بينها عن علمه من اين اكتسبه وماذا عمل به ..,
ساشارك في المرات المقبله بما تجود به نفسي


اشكرك من الصميم ..,


الساعة الآن: 07:10 AM

Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd AL-SHRA3
جميع الحقوق محفوظة لموقع و منتديات بني رشيد

a.d - i.s.s.w